التنمية الاقتصادية من بعد الدين

إن التنمية مصطلح حديث ، وهي أفكار بشرية جاءت فى فترة من تاريخ الانسانية وظهرت في مجتمع له مميزاته الثقافية ومعتقداته الفكرية من أهمها إبعاد الدين عن النشاط الاقتصادى العام (فقه المعاملات ) . ولقد جاءت هذه الافكار العلمانية في ظل استعمار العالم العلمانى للمجتمع النامى ، والاستيلاءه على خيراته . مما خلق تخلفا مادياً وروحياً فى هذا المجتمع . نتيحة لازدواجية المعاير والتبادل غير المتكافىء للموارد ، واحتكار التكنلوجيا . فضلا عن تدهور البيئة ونقص الغزاء واتساع دائرة الفقر فى العالم وإهدار موارد الاجيال القادمة 

التنمية الاقتصادية من بعد الدين


التنمية الاقتصادية من بعد الدين



وبالتالى أصبح الفكر التنموى السائد غير صالح لكى يخدم مصالح الدول النامية بصفة عامة ، والدول الاسلامية على وجه الخصوص . بل ثبت أن الفكر التنموى الوضعى كان أحد أهم عوائق التنمية فى هذه الدول . كما ثبت أيضاَ أنه سبب للأزمات الاقتصادية المتنوالية فى العالم أجمع . وأصبح البحث عن أفكار غير الأفكار التنموية السائدة ، هدف تنشده كل مجتمعات العالم المعاصر فضلا عن المجتمعات الاسلامية

وللبحث عن أفكار تنموية متسقة مع قيم الشريعة الاسلامية . لابد من التمسك بالقيم التنموية التي أرساها الله تعالى فى كتابه الكريم وفسرتها السنة المطهرة . واجتهد فقهاء المسلمين فى إبرازها ، والدعوة للتعامل بمقتضاها . وهذا يقتضى دراسة هذه القيم التنموية ، من حيث المفاهيم والمبادىء والأهداف والخصائص ، لإبرازها للمجتمع للعمل بها كبديل اسلامى للقيم الوضعية السائدة

مشكلة البحث

- تتلخص مشكلة البحث فى الحاجة إلى دراسة علمية تحليلية تتناول نظرة الاسلام للتنمية الاقتصادية من خلال ماورد فى القرآن والسنة المطهرة من مفاهيم تعبر عن التنمية الاقتصادية من وجهة نظر شرعية . ومن خلال أفكار وآراء الفقهاء والمفكرين المسلمين ونظرتهم لمفهوم التنمية من منظور اسلامى . من أجل الوصول إلى القواعد الشرعية التي من خلالها يمكن الاجابة على هل هنالك مفهوم اسلامى محدد للتنمية الاقتصادية ؟ وهل للتنمية فى الاسلام مبادئه تلتزم بها ؟ وأهداف تسعى لتحقيقها ؟ وهل هنالك خصائص تميزها عن الافكار الوضعية السائدة ؟

فرضية البحث

 تفترض الدراسة أن للتنمية الاقتصادية فى الاسلام مفاهيم محددة ومبادىء ملزمة وأهداف تريد تحقيقها وخصائص تميزها عن المفهوم الوضعى

هدف البحث

 يهدف البحث إلى محاولة ابراز مفاهيم ومبادىء وأهداف وخصائص التنمية الاقتصادية فى الاسلام . وبيان كيفية الاستفادة من هذه المفاهيم فى تحقيق التنمية فى المجتمع المسلم . لكى تكون نموذج عملى للمجتمع الانسانى ليهتدى بها

المنهج العلمى

- يستخدم الباحث المنهج التاريخى لاستنباط الأفكار والمفاهيم الاسلامية التى تناولت موضوع التنمية الاقتصادية . ومن أهم المصادر العلمية التى يركز عليها الباحث : كتب تفسير القرآن الكريم والأحاديث القدسية والنبوية المطهرة ، وكتب فقهاء وعلماء المسلمين التى تناولت موضوع التنمية الاقتصادية

محتويات الدراسة

 على ضوء ما سبق تقع الدراسة في أربعة مباحث : المبحث الأول يتناول مفهوم العمارة فى الاسلام . وفي المبحث الثاني يتم تناول مبادىء التنمية الاقتصادية فى الاسلام . وفى المبحث الثالث أهداف التنمية الاقتصادية فى الإسلام والمبحث الاخير يتناول خصائص التنمية فى الاسلام . ثم النتائج والتوصيات

إرسال تعليق

0 تعليقات